"شجرة أركان" by Mbark Rachik
.بحكم نشأتني في الأقاليم الجنوبية للمملكة، أحببت أن أتكلم لكم عن تجربتي في هذه المنطقة التي تتوفر على مجموعة من الثروات المهمة لساكنة هذه المنطقة
وسأركز في هذه المقالة عن ثروة مهمة جدا في منطقة سوس، وهي شجرة الأركان، التي تعتبر من بين الأشجار النادرة في العالم، كما أن السكان يعتمدون عليها في عيشهم، وتعبر مصدر رزقٍ لمعظمهم، حيت يقومون ببيع ثمارها، جذوعها، وزيتها
في كل موسم كنت أشارك مع عائلتي في عملية جني ثمار شجرة الأركان عندما تصبح ناضجة، وبعد عملية الجني نقوم بتركها تحت أشعة الشمس لمدة طويلة حتى تنشف، وبعد هذه المرحلة تأتي مجموعة من المراحل التي يتم فيها استخراج زيت الأركان وكل مرحلة من هذه المراحل " الجني، الطحن، عصر العجين" تأخذ وقتا طويلا وجهدا كبيرا، من أجل الحصول على زيت طبيعي يتوفر على فوائد كثيرة، كما يمكن استعماله للأكل أو لأغراض طبية
.ويشارك في موسم جني الثمار كل أفراد العائلة، مما يخلق جوا عائليا يستمتع فيه الكل، وتكون هذه الفترة فترة مرح وعمل في نفس الوقت
في منطقة سوس يمكن للزائر الاستمتاع بالمناظر الخلابة والرائعة لهذه الشجرة، والاستراحة تحت ظلها الواقي من أشعة الشمس، فهو " الظل" السبيل الوحيد المنقذ من الحرارة التي تكون عادة قوية في هذه المنطقة خصوصا في فصل الصيف
وتجدر الإشارة إلى أن شجرة الأركان لها قدرة كبيرة على مقاومة الجفاف، ويستخرَج منها كذلك العلف للماشية ... وغير ذلك من الأشياء التي تساعد السكان في العيش
وهنا يمكن لي أن أسرد لكم قصة قصيرة تربطني مع هذه الشجرة والتي أنقذتنا أنا وأصدقائي من حرِّ الشمس ذات يوم عندما تسلقنا أحد الجبال في منطقة سوس، قلم نجد إلا ظل هذه الشجرة، وجذوعها التي أوقذنا بها النار، لشرب الشاي الذي يخفف عادة من الحرارة العالية، فكانت هذه الشجرة الصدر الرحب
.وفي الأخير يمكن لي القول بأن لهذه الشجرة فوائد عديدة، تعود على الساكنة بالخير الكثير، وأملي الكبير الحفاظ على هذا الإرث والكنز الثمين
Mbark Rachik is an Arabic instructor with Amideast EdAbroad in Rabat, Morocco.