"سجلماسة الأبية" by Soukayna Alaoui
ولدت في مدينة الرشيدية، وهي تبعد تقريبا 82 كلم عن مدينة الريصاني، وهو الاسم الحديث لمدينة سجلماسة، والتي لم أزرها طيلة سكني واستقراري في مدينة الرشيدية، وشاءت الأقدار أن أزورها لأول مرة سنة 2019 مع مجموعة من طلاب اللغة العربية الناطقين بغيرها. إن عدم زيارتي لسجلماسة طيلة تلك السنوات التي قضيتها بمدينة الرشيدية قبل أن أغادر نهائيا إلى مدينة الرباط شيء اعتبرته غير منصف البتة، فقد عشت بالمدينة لأزيد من عشرين سنة. إلا أنني لم أستطع التعرف على هذه المنطقة الخلابة التي سحرتني بكل التفاصيل الموجودة بها، بدأُ بالخضرة التي تتفتق من بين الصخور والأراضي الرملية الشاسعة. حيث تظهر أشجار النخيل كحزام أخضر بديع يمتد طوله لمئات الكيليموترات، منظر ساحر يجعل منك شاعرا تتقد مهجتك إبداعا وشعرا في حضرة هذه اللوحة البديعة التي صنعها الخالق.
وتشتهر تافيلات كذلك بالثوابل، وهذا ما يعطي لطعامهم مذاقا لا يصدق، فالمرأة الفيلالية لا مثيل لها في العناية بالزوج والأسرة الممتدة، وتعتني بشؤون بيتها بكل تفاصيله؛ كما أنها متشبثة بالهوية الثقافية والتقاليد والعادات والأعراف، وتقوم بإعداد أطباق متنوعة حسب المناسبات والأعياد والاحتفالات التي تقام بالمنطقة. لذلك فالثوابل جزء لا يتجزء من مطبخها وهويتها، وبتغير مقادير الثوابل في الطعام تتغير النكهة والطعم؛ وليس هذا فقط، بل يمكن اعتماد بعض أنواع الثوابل في التطبيب، وعلاج بعض الآلام وتخفييها من البيت، كالكمون الذي يعالج نزلات البرد وأمراض المعدة، والينسون لعلاج انتفاخ الأمعاء، والريحان لآلام الأسنان واللثة واللسان... وغير هذا كثير، وعليه فإن المرأة الفيلالية هي طباخة ماهرة وطبيبة معالجة في نفس الآن.
Soukayna Alaoui is an Arabic instructor at AMIDEAST Morocco.